ماليزيا
كانت كلمة الملايو (أو أرخبيل الملايو) يطلق على جزر إندونيسيا، وسنغافورة، وجزيرة بورنيو والفلبين.
ثم أطلق اسم ماليزيا على شبه جزيرة الملايو المشتملة على إحدى عشرة ولاية ـ ماليزيا الغربية ـ وهي: جهور، وقدح، وكلنتن، وترنجانو، وبيرق، وبيهانج، ونيجري سميلان، وسلانجور، وبيرليس، وملاقا، وبينانج، وماليزيا الشرقية وهي تشمل ولايتي سرواك وصباح، وكذلك سنغافورة، وسميت باتحاد ماليزيا، ثم انفصلت سنغافورة عن هذا الاتحاد سنة 1965م.
الاستعمار
عندما فتح المسلمون الأندلس كان أهل أوربا يغطون في جهلهم، فعلموهم ما يجهلون من التحضر المادي والمعنوي وفتحوا عيونهم على أرجاء الأرض التي كانوا يجهلونها.
وبعد أن ابتعد المسلمون عن دينهم وتفرقوا فيما بينهم، عدا عليهم أعداؤهم من النصارى فطردوهم من الأندلس (أسبانيا والبرتغال) سنة 1492م وحاولوا ملاحقة المسلمين واستولوا على بعض المراكز على شواطئ البحر الأبيض المتوسط في شمال المغرب، وكذلك سيطروا على مراكز على سواحل المحيط الأطلسي، ولم يجرءوا على تجاوز السواحل إلى داخل البلاد في أفريقيا الشمالية بلاد المغرب لتمكن المسلمين فيها.
وكانت عندهم رغبة في اكتشاف طريق بحري لا يمر بالمنافذ البحرية التي يسيطر عليها المسلمون. كما كانوا يتطلعون إلى السيطرة على شرق بلاد الإسلام، ليفتحوا المعركة على المسلمين من الشرق، للحصول على المزيد من شفاء حقدهم الصليبي، ولنهب خيرات البلدان التي يستولون عليها.
برتغال :
وكان البرتغاليون يطمعون في التحالف مع الصفويين في إيران، لخلافهم مع العثمانيين، ليحققوا أمرين مهمين: الأمر الأول: تحويل مياه النيل إلى البحر الأحمر ليُقطع هذا المرفق الحيوي عن مصر. الأمر الثاني: إزالة المدينة المنورة من الوجود وسرقة جثة رسول الله صلى الله عليه وسلم واتخاذها رهينة حتى يتخلى المسلمون عن فلسطين، وبخاصة بيت المقدس. وسلب ما يظنونه من كنوز في قبره صلى الله عليه وسلم كما هو الحال في الفاتيكان. وقد أكتشف البرتغاليون طريق رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا سنة 1497م. واستطاع قائد حملتهم أن يستولي على القواعد الإسلامية المنتشرة على طول الشاطئ الأفريقي الشرقي متقدماً نحو البحر الأحمر، فاعترضه الأسطول المصري ولكنه انهزم أمام البرتغاليين. وأقام البرتغاليون قاعدة لهم على ساحل الهند الغربي، ثم انطلقوا إلى ملقا فوصلوا إليها سنة 1509م، فشنوا هجوماً عليها ولكنهم فشلوا، ثم هجموا عليها مرة ثانية سنة 1511م فسقطت بأيديهم ونشب صراع بينهم وبين المسلمين في كل المناطق الملايوية. أسبان : أما الأسبان فإنهم اتجهوا نحو الغرب ليصلوا منه إلى الشرق، فوصل ماجلان قائد حملتهم إلى الفلبين، إذ طوف حول أمريكا الجنوبية واكتشف ممراً في جنوبها ويسمى باسمه (مضيق ماجلان) ووصل إلى الفلبين بعد مشقة وعناء، وسميت الفلبين نسبة إلى ملك الأسبان آنذاك: فيليب. وقد قامت ثورات عديدة ضد البرتغاليين في بلدان الملايو، فأضعفتهم ومما زاد ضعفهم أمران: الأمر الأول: قلة عددهم فهم ليس عندهم جيش كبير يسيطر على مناطق الملايو الواسعة. الأمر الثاني: أن الأسبان احتلوا أرض البرتغاليين، فأصبحت المناطق البرتغالية تتبع أسبانيا. | | هولندا : ولكن الأسبان هزموا بسبب تحطم أسطولهم في إحدى المعارك سنة 1588م فتقدمت هولندا لتحل محل البرتغاليين والأسبان. وعندما وصل الأسطول الهولندي إلى سومطرة وجاوة سنة 1595م، اصطدموا بالأهالي وحاول البرتغاليون صدهم، ولكن الإندونيسيين تصدوا لهم مع الهولنديين في آخر الأمر، ثم بدأت المنافسة بين هولندا ـ بعد أن أحكمت قبضتها على المنطقة ـ وبريطانيا، وكانت هولندا قد احتلت ملقا، وبعد معارك وصدام مع بريطانيا ضعفت هولندا وتنازلت عن ملقا سنة 1825م.
بريطانيا : | | وتدرجت بريطانيا في استعمار المنطقة ولاية ولاية، بصفة معاهدات مع السلاطين الذين أصبحوا حكاماً محليين تحت نفوذ بريطانيا. فخضعت ماليزيا للاستعمار البريطاني بسبب ضعف السلاطين وتفرق كلمة المسلمين وقوة المستعمر المادية. وبذلك استطاع أعداء الإسلام التحكم في البلاد بعد إضعاف أهلها وإذلالهم لفترة طويلة. واستمرت السيطرة البريطانية على ماليزيا إلى أن اندلعت الحرب العالمية الثانية. | | | |
عندئذٍ استولت اليابان على شبه جزيرة الملايو وجزيرة بورنيو سنة 1941م بل استولت على معقل القوة البريطانية ـ سنغافورة ـ سنة 1942م. ثم عادت بريطانيا بعد هزيمة اليابان سنة 1945م وعرضت على حكام الولايات تكوين وحدة بينها على أن تنتقل سلطة الحكام إلى التاج البريطاني، مع بقاء سنغافورة مستعمرة بريطانية منفصلة، ولكن هذا العرض لم ينفذ بسبب المقاومة العنيفة التي أبداها السكان. | |
Tiada ulasan:
Catat Ulasan